كتاب دوامات التدين
الأديب يوسف زيدان
منقولة عن مجموعة من المقالات التي كتبها بجريدة المصري اليوم، والتي عرفت بالسُباعيات. يعتبر هذا الكتاب هو الجزء الثاني من السباعيات بعد إصدار الجزء الأول المُسمى بـ”متاهات الوهم”، ويليهما الجزء الثالث المُسمى بـ “فقه الثورة”
بدايةً فإن معنى الدين يختلف بطبيعة الحال عن مفاهيم التدَيُّن، فالدينُ أصل إلهيٌّ والتدَيُّن تنوع إنساني، الدين جوهر الاعتقاد والتدين هو نتاج الاجتهاد و مع أن الأديان كلها، تدعو إلى القيم العليا التي نادت بها الفلسفة (الحق، الخير، الجمال) فإن أنماط التدين أخذت بناصية الناس إلى نواحٍ متباعدة ومصائر متناقضة، منها ما يوافق الجوهر الإلهي للدين و يتسامى بالإنسان إلى سماوات رحيبة، ومنها ما يسلب هذا الجوهر العلوي معانيه و يسطح غاياته حتى تصير مظهرًا شكلانيًّا، و منها ما يجعل من الدين وسيلة إلى ما هو نقيض له.
وفصولُ هذا الكتاب، و إن كانت تستعرض في الأساس خبرات «التدين» عبر خبرات مختلفة ، إلا أنها تسعى من وراء ذلك إلى استكشاف الآثار العميقة، شديدة الأثر، التي قد تأخذنا إليها التجارب التطبيقية لمفهوم «الإيمان» والاتجار به ، فتُدير الرؤوس وتبدد فرص النجاة من الغرق، مثلما تفعل الدوامات والأعاصير و الريح الصرصر العاتية.
يبدأ كتاب «دوامات التدين»، لمؤلفه الدكتور يوسف زيدان، بترنيمة: «الحرف سر رهيب، لو ظهر، لانهار الجدار وانبهر»،
لينتقل إلى بحث معمق حول أنماط التدين، حتى تلك التي سبقت انتشار العقائد الرسالية الثلاث: اليهودية، المسيحية، الإسلامية.
يستهل الكتاب فصله الأول بالتطرق إلى صيغ التدين القديم، بينما تختص الفصول الثلاثة الأخيرة،
بالجانب الروحي من خبرات التدين. ويمهد زيدان لكتابه بمقدمة يوضح فيها الفرق والاختلاف بين معنى الدين والتدين،
موضحاً أن الدين أصل إلهي والتدين تنوع إنساني، والدين جوهر الاعتقاد أما التدين فهو نتاج الاجتهاد،
موضحاً أن الأديان كلها تدعو إلى القيم العليا التي نادت بها الفلسفة «الحق، والخير، والجمال».
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.